السبت، 29 مارس 2014

اقتباسات الأخوة كارامازوف- دوستويفسكي -1-





 اقتباسات الأخوة كارامازوف
-دوستويفسكي

الجزء الأول













" إن في البشر - وحتى في أعتى المجرمين - من السذاجة والطيبة فوق ما قد نتخيل . وهذا يصدق علينا نحن أيضًا ".


" (...) كانَ إنسانًا ذا طبيعة صادقة شريفة تريد "الحقيقة" وتسعى إليها وتؤمن بها . فلما اهتدى إليها أصبح يرغبُ رغبةً عارمةً في أن يقف على خدمتها كلَّ روحه ، وأن يقوم بمآثر من غير إبطاءٍ أو تلكؤ ، يحرقهُ الشوق إلى التضحية بكلِّ شيءٍ من أجلها ، ولو كان هذا الشيء هو الحياة ذاتها . من المؤسف أن الشباب الذين  من هذا النوع لا يدركون أن التضحية بالحياة قد تكون بين جميع أنوع التضحيات أقلها صعوبة في كثير من الأحوال ، وأن التضحية بخمس سنين أو ستة من حياتهم في معمعان الشباب ، من أجل الدراسة الشاقة والتعلم الصعب ، ولو مضاعفة قواهم بغية أن يحققوا مآثرهم التي يحلمون بها تحقيقًا أتم وأكمل . أقول إن الزامهم أنفسهم ببذل هذا الجهد يتطلب شجاعة أكثر من الشجاعة التي تتطلبها التضحية بحياتهم . . . تلك صورة أخرى من التضحية قد تفوق في كثير من الأحوال قوى هؤلاء الشباب ".




" إن من يكذب على نفسه ، ويرضى أن تنطلي عليه أكاذيبه ، يصل من ذلك إلى أن يصبح عاجزًا عن رؤية الحقيقة في أيّ موضع ، فلا يعود يراها لا في نفسه ولا فيما حوله ، وهو ينتهي أخيرًا ، لهذا السبب ، إلى فقد احترامه لنفسه واحترامه لغيره . وإذا أصبح لا يحترم أحدًا ، أصبح لا يحبُّ أحدًا ، فإذا هو من أجل أن يتسلى ، لإنّه أصبح بغير حبّ ، يستسلم للأهواء ويندفعُ وراءَ الملذاتِ الخسيسة ، فيهوي عندئذٍ إلى قاع الرذيلة ، ويصلُ من ذلك إلى درجة الحيوانية ، وما هذا كلّه إلاّ لأنّه يكذب بغير انقطاع ، يكذب على غيره ويكذب على نفسه ".



" إن من يكذب على نفسهِ يسرعُ كذلك إلى إهانة نفسه . ألا يشعرُ المرء بكثير من اللذّة في بعض الأحيان حين يحسُ أنّه مُهان ؟ وهو يعلم مع ذلك أنه ما من أحدٍ قال له كلمة سوء ، وإنما هو اخترع الأهانة بنفسه اختراعًا في سبيل التلذذ بها ".


" إن في إهانة المرء نفسهُ لذّة . لقد أحسنتَ الإفصاح عن هذه الحقيقة .(...) لقد ظللتُ طوالَ حياتي أُهين نفسي ، نشدانًا للذة ، بل وطلبًا للجمال ، لأنَّ الإهانة ليستْ متعةً فحسب ، بل يمكن أحيانًا أن يكون فيها جمال أيضًا ".



" كلما ازدادَ حبّي للإنسانية جملةً واحدة ، نقصَ حبّي للبشر أفرادًا ، أيّ أشخاصًا لهم حياتهم الخاصة ".


" إنّه ليتفقُ لي كثيرًا أثناءَ اندفاعي في الأحلام أن تستبدَ بي حماسة شديدة ورغبة عارمة جامحة في خدمة الإنسانية ، حتى لقد أرتضي أن أُصلبَ في سبيل البشر إذا بدا هذا ضروريًا في لحظة من اللحظات . ومع ذلك لو أريدَ لي أن أعيشَ يومين متتاليين في غرفةٍ واحدة مع أيّ إنسانٍ ، لما استطعت أن أحتملَ ذلك ".


" متى وجدتُ نفسي قربَ إنسانٍ آخر أحسستُ بأن شخصيته تصدمُ ذاتي وتجور على حريتي . إنني قادرٌ في مدى أربعٍ وعشرين ساعة على أن أكره أحسنَ إنسان : فهذا يصبحُ في نظري إنسانًا لا يطاق لأنّه مسرفٌ في البطءِ في تناولهٍ الطعام على المائدة ، وهذا لأنّه مصابٌ بزكام فهو لا ينفكُ يَمخط . إنني أصبحُ عدوًا للبشر متى اقتربوا مني ولو قليلاً ".


" إن الحبَّ الفعال شيءٌ قاسٍ رهيب إذا قيسَ بالأحلام التي يحملها المرءُ عنه . إن من يحلم بالحبّ يشعرُ بظمأ إلى عملٍ مباشرٍ بطولي يحققهُ بسرعة وينالُ بهِ إعجابَ الناس ، حتى لقد يصل بهذه الطريقة إلى التضحية بحياته راضيًا شريطةَ أن لا يدومَ الأمرُ زمنًا طويلاً ، وإنما يتم بسرعة ، كما لو كان على مسرح تراهُ الأبصار وتمدحهُ الألسن . ولا كذلك الحبّ الفعال ، فإنّه يقتضي جهدًا ويتطلبُ صبرًا ، وهو بالنسبة إلى بعضهم كالعلم يجبُ تحصيله ".



" إن الكذابين العريقين الذين ظلوا طوال حياتهم يمثِّلون ، يبلغون أحيانًا من عمقٍ تقمصهم للدور الذي يمثلونه أنهم يرتعشون انفعالاً ويبكون ، رغم قدرتهم على أن يقولوا لأنفسهم في الوقت نفسه ( أو بعد بضع دقائق ) : " أنتَ تكذب إيها الكاذب العريق ! أنت تمثّل حتى في هذه اللحظة ، رغمَ غضبك "المقدّس" ورغم هذه الدقيقة "المقدسة" من الغضب ".


" العِشق شيءٌ آخر غير الحُبّ . فإن من الممكن أن يكونَ الإنسانُ عاشقًا ، مع شعوره بالكره  ! ".



" ألا فلأكن ملعونًا ، ألا فلأكن منحطًا سافلاً ، ولكنني أريدُ ، أنا أيضًا ، أن أقبلَ ذيل الثوب الذي يتدثر به إلهي . لئن اتبعتُ الشيطان في الوقت ذاته يا رب ، فإني ، مع ذلك ، أظلُ ابنك ، وأحبّك ، وفي نفسي سبيل إلى الفرح الذي لولاه ما وجد الكون ".



" الجمال شيءٌ رهيب مخيف ! هو رهيب لأنّه لا يُحدّد . . . ولا يمكن تحديده ".


" الجمال هو الشطآن تتقارب ، هو الأضداد تتحد ويحلُ بينها الوئام ".


"إن ما يبدو للعقلِ عارًا ، هو للقلبِ جمالٌ كامل ".


" ثِقْ أن الجمال ، في نظرِ أكثر الناس ، لا وجودَ لهُ إلا في الخطيئة والضياع . هل كنتَ تعرفُ هذا السِر ؟ أفظعُ ما في الجمال ليس أنه مخيف ، بل إنه سرٌ لا يُفهم . في الجمال ، يصطرع الرحمن مع الشيطان . . وفي قلبِ الإنسان إنما تدور رحى هذا الصراع ".



" إن في كلِّ امراةٍ شيئًا خاصًا شائقًا لا يمكن أن يوجد في امرأة أخرى . . وإنما المهم أن يستطيع المرء اكتشافه ".




... يتبع باقتباسات الجزء الثاني


من الأخوة كارامازوف - ترجمة : سامي الدروبي

هناك تعليقان (2):