الأحد، 18 مارس 2018

مشهد انهيار الأنظمة







الاستِقرارُ نعمةٌ لا تُدرِكها العقول، ولا تحِسّها الأرواح، ولا تنعمُ فيها الأجساد. سرعان ما سينهارُ استقرارٌ شُيِّدَ على كُثْبانِ الحقائقِ الخفيفةِ، وسيتداعى ذاك الَّذي أدركته طمأنينةٌ -زائفة- للحبّ، ونيرانُ الخمولِ المتقدة لا تُسعِفُ رجلاً بلغَ الاستقرار.
ذاتَ يومٍ ستنهارُ أنظمةٌ كبيرةٌ في مشهدٍ مهيب، ودويّ انهيارها سيصمُّ آذان الَّذين لطالما تباهوا بحِدَّة آذانهم.
سيقولون: كانَ على الأرضِ رجالٌ ابتلوا بشقاءِ أُذن حسَّاسةٍ لأدنى ضجيجٍ. ولم يصدمنا وَهنُهم المفاجئ الجديد، نحن أبناءُ الضّعف. وعلى ركامِ الأنظِمةِ السَّابقةِ، لمْ يستطِع الحسَّاسون بناءَ أنظمةٍ حديثةٍ لا تؤذي الآذانَ -ويا لتباهيهم بقدرتهم العجيبة على البناءِ-.
بعضُنا أيقظَهُ دويُّ الانفجارُ، وجُلُّنا لمْ يَسْتَيقِظ إلى الآن. أمَّا المحظوظونَ منّا فقدْ انهارتْ الجُدرانُ فَوْقَ رؤوسِهم، ولمْ يدركوا ما حدثَ بالفِعل، وفَرُّوا منْ محاسبةِ الشُّرطةِ الحَديثةِ للمسؤولين -مسؤولٌ كلُّ منْ نام، وكلُّ منْ استيقظ، وكلُّ من لم يدرك ما حدث.-
اليومَ صباحًا، شاهدنا رجالا آذانهُم كالحميرِ، بحماس مبالغٍ فيه يحملونَ الطّوب طوالَ الطَّريقِ، ورِجالا آذانُهم كالكلابِ، يتحسَّسونَ المكانَ، أمّا نحن، فلزمنا بيوتنا، لحالةِ الطوارِئ الّتي أعلنها البوليس بالأمسِ.
ولماذا سَنَخْرج؟ لا ماء، لا غذاء، لا دواء... لا مشكلة. قدْ نموتُ جوعا، عَطشا، أو مَرضا. 
سنموت.


بقلم: Achraf Nihilista


هناك تعليق واحد: