إميل سيوران (1911-1995) إنّه ليس فيلسوف اليأس المتشائم والقاسي الّذي كانتِ الشكوكيّة المحورَ العصابيّ لأعماله فحسب: لقد استسلمَ للحبِّ الخاطفِ أيضًا، لشغفِ مفاجئٍ في سنِّ السّبعين. فريدغارد توما، امرأةٌ شابةٌ في الخامسة والثلاثين وأستاذَ فلسفة، تكتبُ لسيوران بالألمانيّة لتعبر له عن إعجابها بأعماله. تتلو رسالتها تلك مجموعة رسائلَ ملتهبةٍ وعلاقةٍ لأربعة أشهر أخضعتْ سيوران لما سمّاه "غوايةَ الوجود"...
17 يوليوز 1981
لقدْ أصبحتِ مركزَ حياتي، إلهَ شخصٍ لا يؤمنُ بشيء، أعظمَ سعادةٍ وأكبرَ هَمٍ حلا بي حتى الآن...
بعدَ أنْ تكلّمتُ طويلاً بسخرية عن... عنْ أشياءَ مثلَ الحُبِّ (ومفاهيمَ مشابهة)، كان لابدَّ أنْ أُعاقَبَ بطريقةٍ ما، ويبدو أنَّ العِقابَ قدْ أُنْزِلَ بي أخيرًا، ولكنْ لا أهميةَ لهذا بعد.الفشلُ كلمتي الأخيرة دومًا. ومع ذلك، ما تزالُ أمامي إمكانيةٌ أخيرة: أنتِ منذورةٌ للحياةِ الهامشيّة، حتى وإنْ كان تحفظكِ هذا يبدو لكِ بسيطًا، إلاّّ أنّه يعني الشيءَ الكثير، - على الأقلِّ بالنّسبةِ لي.
لطالما اعتبرتُ نفسي هامشيًّا، وداخليًّا، أتصرَّفُ على أنّني كذلك حتى بعدَ أن تُرجمتْ كتبي إلى كلِّ اللُغاتِ العالميّة، ومن ضمنها لغةَ أكلةِ لحومِ البّشر.
ترجمة: Achraf Nihilista